يشتكي الحلبيون من عدم توفر متنزهات شعبية على غرار مثيلاتها في باقي المحافظات الأخرى مما يضطرهم إلى افتراش الأرصفة ومنصفات الطرق معرضين سلامتهم وسلامة أطفالهم للخطر في سبيل الحصول على متنفس يلجؤون إليه هربا من ضيق منازلهم وحرارة الجو المرتفعة .
فمن الطبيعي جداً بحلب أن تشاهد مئات السيارات المصطفة على جانبي الأوتستراد الواصل بين دوار الراموسة ودوار البلليرمون والذي يطلق عليه أهل حلب لقب ( المحلق أو الصنم ) وفي بعض الأحيان يتجاوز الحلبيون هذا المكان متجهين نحو غابات الأسد وطريق حلب دمشق للبحث عن أماكن أكثر هدوءً ونقاءً.
بعض مرتادي المحلق .. المطاعم وجدت للأغنياء ونحن يكفينا الجلوس على الأرصفة
وقال "طوراس خليل" المتواجد مع عدد من أصدقائه على رصيف المحلق : جئنا إلى هنا بحثا عن الهواء النقي والجلسة الهادئة وعادة نأتي إلى هنا مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً لتناول القهوة والأركيلة فالأسعار هنا أرخص والخدمة أفضل من بعض المقاهي والمطاعم التي اقتصر مرتادوها على الطبقات الغنية ، أما أصحاب الدخل المحدود عندنا ( الهم الله )
وأضاف صديقه القادم من محافظة دير الزور : أستغرب عدم وجود المتنزهات في حلب رغم أن مدينتكم مشهورة بصناعتها وتجارها ومن الطبيعي أن يبحث العامل بعد انتهاء عمله عن أماكن للاستجمام والراحة فمثلا يوجد لدينا في دير الزور عدة أماكن مجهزة لاستقبال المواطنين وأهمها تلك التي تقع على طرفي جسر الدير وهي أماكن مخدمة ومتابعة من مجل البلدية عندنا ولا تكلف المواطنين مبالغا كبيرة لارتيادها.
أصحاب البسطات احتلوا الأرصفة وكل شي بسعره
واشتكى مرتادوا المحلق من استيلاء أصحاب البسطات على الأرصفة واتهموهم بتخريب الكراسي العامة التي وضعها مجلس المدينة لإجبار الناس على استخدام كراسيهم وطاولاتهم المأجورة وطلب المشاريب من عندهم .
وقال محمد ( أحد بائعي الأراكيل والمشروبات في المحلق) نحن نقدم خدمة للمواطن بأسعار رخيصة وخدمة ممتازة .
وأضاف : سابقا كانت تأتي العائلات الحلبية ومعها ترامس الشاي والقهوة ويأتي الشباب بـ ( عدة الأراكيل ) ونحن نقدم لهم هذه الخدمات ولم يعودوا محتاجين إلى حمل كل هذه الحاجيات عند حضورهم للتنزه .
ويترحم محمد على أيام زمان حيث كانت ( الغلة أكتر من هالأيام ) حيث يؤثر عليهم مطاردات البلدية وعناصر الشرطة لمنعهم من التواجد في المحلق.
وقال" الحمد لله على كل حال يعني عم نطالع بأيام الخميس والجمعة حوالي العشر آلاف ليرة في اليوم الواحد اليوم لان الحركة بتكون شغالة والناس بتبقى سهرانة في بعض الأحيان إلى مابعد شروق الشمس أما في باقي أيام الأسبوع فالغلة بتتقلص للنصف"
الحلبيون يطالبون بتوفير الخدمات الضرورية لهم وطرد أصحاب البسطات
ويطالب الحلبيون مجلس مدينتهم بتوفير الخدمات الأساسية للمتنزهات وأهمها تواجد مياه الشرب والمقاعد ودورات المياه واعتبروا هذه المطالب من ابسط الخدمات التي يمكن أن تتواجد في المتنزهات.
وقال أبو عمر وهو رب أسرة افترش أفرادها منصفا للطريق وبدؤوا بتحضير العشاء وتجهيز ( المشاوي الحلبية ) : سابقا كنا نجلس في الغابات القريبة من الأرصفة قبل أن تمنعنا البلدية من الجلوس هناك خوفا من اندلاع الحرائق في الأحراش وبعد ان احتل أصحاب الطاولات والاراكيل الأرصفة لم يعد أمامنا إلا الجلوس في هذه الجزيرة المنصفة وأنا أوصي زوجتي دائما قبل المجيء إلى هنا بأن تبقي عينها على الأطفال بينما أقوم أنا بإعداد العشاء .
وطالب أبو عمر بوجود مطبات في الشوارع لتخفيف سرعة السيارات خوفا على سلامة الأطفال والتشدد بمكافحة أصحاب البسطات والاراكيل الذين تحول عمل بعضهم إلى مهنة تسهيل الدعارة لبعض الشباب مرتادي المنطقة حيث أصبح لهم زبائن معروفون وهذا يؤثر الناس الزائرين للمحلق خاصة أن اغلبهم من العائلات .
محافظة حلب لا تعترف بالمحلق متنفسا للمواطنين وتعدهم بايجاد البديل
وقال المهندس عمر شعراني عضو المكتب التنفيذي المختص بالبيئة والخدمات والمرافق البلدية بمحافظة حلب: المحلق ليس متنفس شعبي إنما هو شارع عادي أصبح ارتياد الناس له نوعا من العادة ونحن عندما نعترف بكونه متنفسا للمواطنين سنقوم بتخديمه بالشكل الأمثل.
وأضاف: يكلفنا شارع المحلق الكثير من الجهد والتعب فمخلفات الطعام التي يتركها المواطنون تتجاوز في أيام الخميس والجمعة الألفي طون من القمامة يقوم عمال النظافة بوصل الليل بالنهار للتخلص منها بالإضافة إلى الحرائق والمشاجرات التي باتت امرأ طبيعيا في هذه المنطقة .
وحول البدائل التي تسعى محافظة حلب لإيجادها قال شعراني : يقوم مجلس مدينة حلب بتجهيز بعض المشاريع للسياحة الشعبية وتقوم بدراسة طرح هذه المشاريع للاستثمار لتجهيزها وتخديمها بشكل كامل ( مياه ومقاعد ودورات مياه والعاب أطفال) .
وختم عضو المكتب التنفيذي بان ملف المحلق يتابع بشكل كامل من قبل محافظ حلب الذي أوصى بإعداد دراسة كاملة عن واقعه ليصار إلى اتخاذ إجراءات سريعة وإسعافية في الوقت الراهن ريثما يتم تجهيز المتنزهات الشعبية في منطقة غابة الأسد.
و ريثما تنتهي الدراسة الكاملة وتتخذ الإجراءات السريعة والإسعافية .. يبقى المحلق .. محلق
موضوع: صدق أو لا تصدق .. المحافظة لا تعترف بالمحلق متنفساً للمواطنين 
الأحد أغسطس 23, 2009 5:14 am
