عل كل من زار أي مول من المولات أو المجمعات الكبيرة و التي تزايد عددها في حلب مؤخراً لاحظ الازدحام الكبير الذي حصل ليلة أمس الجمعة قبيل أول سحور في أول أيام رمضان ولكان أول ما سيتبادر لذهنه أن مجاعة ما ستكون في طريقها للحدوث .
ولأول مرة بتاريخه شهد شارع "غازي عنتاب " وخاصة في المنطقة ما بين دوار الليرمون ومنطقة المولات ، 5 كم ، ازدحاماً كثيفاً بمختلف أنواع السيارات الخاصة منها والعامة .حيث توجه الآلاف من المواطنين الحلبيين على اختلاف شرائحهم إلى هذه المولات والمجمعات لشراء احتياجاتهم الرمضانية وخاصة الغذائية منها ، في حين قصدها آخرون لغايات أخرى .
ففي الوقت الذي امتلأت عربات التسوق بمختلف أنواع الأطعمة والمأكولات والمواد الغذائية وتزاحم الناس على أقسام العروض في هذه المولات ، كانت الفرصة لدى العشرات منهم لتفقد هذه العروض وايجاد فسحة للتسلية والنزهة متجولين بكافة أرجاء المولات دون أن يشتروا قطعة واحدة أو فقط استمتعوا بملء العربات والتجول بها متظاهرين بكميتها ثم تركها قبل الوصول " للكاشير"ـ مكان المحاسبة ـ .
" فراس د. " أحد الوافدين إلى هناك ليلة أمس قال : " لأول مرة أرى مثل هذا الازدحام في المول وقد قصدته لشراء بعض الاحتياجات المنزلية وخاصة الغذائية منها ولكنني تفاجأت بوجود المئات من النساء والأشخاص الذين قصدوا المول فقط للتنزه " .
وأضاف متسوق آخر :" أعتقد أن المئات منهم زاروا المول لأول مرة والدليل على ذلك أن الكثير منهم تجول دون عربات تسوق أو حمل اكياس الخضرة إلى الكاشير دون لصقها من قبل قسمها الخاص وغير ذلك " .
في حين شبه متسوق آخر المول ليلة أمس بسوق الانتاج وقال " اعتقدت نفسي بسوق الانتاج حيث أنه وسط هذا الازدحام لاتمر دقائق إلا ونسمع من خلال إذاعة المول النداء عن طفل ضائع أو شخص مطلوب لقسم خدمة الزبائن " .
ورغم وجود مثل هذه المواد الغذائية في محلات السمانة والسوبر ماركت القريبة من منازل الكثير من الحلبيين إلا أنهم فضلوا التوجه للمولات والمجمعات بسبب العروض الكبيرة والمغرية التي أعلنت عنها هذه المجمعات قبيل رمضان ، " عبد الناصر ح . " قال : " قصدت المول لأشتري بعض الاحتياجات والمواد الغذائية والذي دفعني إلى ذلك العروض المغرية رغم أنها غير حقيقية إلى حد ما " .
وعزى عاملون في أحد هذه المولات الإزدحام إلى تزامن أول يوم رمضان مع يوم عطلة ، الجمعة ، إلا أن أعداد الزبائن كانت مضاعفة إلى عشرات الأضعاف مقارنة مماهي عليه قبل رمضان حيث شهد يوم الخميس الفائت ازدحام ولكن بشكل أقل .
وتزداد عادة في شهر رمضان مشاهد الازدحام في أسواق المأكولات وخاصة بعد العصر قبل آذان المغرب ، ولكن ظاهرة انتشار المولات هذه كطريقة جديدة للتسوق يعتبرها البعض حضارية في حين يعتبرها البعض الآخر كتطور للسوبر ماركت والمجمعات الكبيرة هذا ما قد يغير نكهة التسوق في رمضان والتي اعتاد عليها الحلبيون سابقاً .
ومع ذلك فإن متعة شراء " المعروك " من أمام الأفران وحتى من البسطات وكذلك شراب السوس والتمر الهندي وبعض أنواع الحلويات ، والتي اعتاد الحلبيون أن تكون هذه الأصناف كمواد أساسية على مائدة الطعام في شهر رمضان، ستبقى لها نكهتها وطابعها الخاص ولن تفيد عروض المولات ومغرياتها لاكتساح بائعوا هذه الأصناف .