يعتبر الباحثون ان الموسيقى تساهم في صياغة شكل دماغ الأطفال.
و قال باحثون إن لتعلم آلة موسيقية القدرة على تقوية حساسية الدماغ لكل الأصوات بما فيها الكلام.
ولعل الآباء لا يقدرون أصوات الكمان والناي النشاز خلال ساعات التدريب لكن هناك أدلة تشير إلى أن دروس الموسيقى تساعد الأطفال على تحسين مهاراتهم اللغوية. واكتشف العلماء أن عزف آلة موسيقية يقوي حساسية الدماغ للكلام.
وقالت بروفسورة الأعصاب نينا كراوس إن المدارس التي لا تدخل تعليم الآلات الموسيقية على خطأ بسبب الفوائد التي يحققها تعليم الموسيقى من تطوير للدماغ ومساعدة جميع الأطفال بمن فيهم أولئك الذين يعانون من عسر القراءة (الديسليكسيا) والتوحد.
وأخبرت البروفسورة كراوس "الجمعية الأميركية لتقدم العلوم " في سان دييغو بكاليفورنيا: "قد يساعد العزف على آلة موسيقية الصغار كي يتكلموا بشكل أفضل وسط ضجيج الصفوف ويؤولوا بشكل أدق تنوعات اللغة التي تنعكس ضمن التغيرات الواضحة في الصوت البشري". وأضافت أن المدارس التي تلغي دروس الموسيقى ترتكب خطأ جسيمًا.
وكانت البروفسورة كراوس وفريقها من جامعة نورث ويسترن في شيكاغو قد أظهروا أن للجهاز العصبي ردود فعل تجاه الخصائص الصوتية للكلام والموسيقى بدقة تصل إلى واحد من عشرة من الثانية في الوقت، وأن قدرة الجهاز العصبي في تأويل أنماط الأصوات ذات آصرة قوية مع القدرات الموسيقية للصغار.
وقالت البروفسورة كراوس في محاضرتها إن "العزف على الموسيقى يشرك القدرة على استخراج أنماط ذات صلة قوية بالكلام مثل تمييز صوت الآلة الموسيقية الخاصة بالطفل والهارمونيات والإيقاعات من وسط مزيج من الأصوات".
وحسبما ذكرت صحيفة "الاندبندنت أون صنداي" اللندنية فإن الدراسة تشير إلى تأثيرات تعلم آلة موسيقية على العملية الاوتوماتيكية الجارية في خلايا الدماغ الجذعية الواقعة في أسفل الدماغ والمسؤولة عن السيطرة على التنفس ونبضات القلب والرد على الأصوات المعقدة. وأضافت كراوس أن فريقها اكتشف قدرة الموسيقى على "صياغة الأدمغة بشكل جوهري" بطرائق قد تقوي أداء المهام اليومية بما فيها القراءة والاستماع.
و قالت ايما هتشينسون مؤسسة ومديرة " دار الموسيقى للأطفال" غير الربحية لمراسل صحيفة الاندبندنت إنها تتفق مع هذه الدراسة تماما فالأطفال الرضع ابناء الثلاثة أشهر قادرون على الاستجابة لذبذبات مختلفة في الموسيقى مما يساعدهم على تطوير مهارات التواصل.
و قال متحدث باسم "جمعية التوحد الوطنية" في بريطانيا إن الكثير من الأطفال الذين يعانون من متلازمة التوحد يستجيبون بشكل جيد للموسيقى إذ يبدو أن "الموسيقى قادرة على مساعدة الاطفال للتواصل والتفاعل مع أولئك الذين حولهم وتهدئ العواطف أو تعبر عنها".