نفى الفنان السوري جمال سليمان ما رددته صحيفة جزائرية عن انحيازه لمصر إبان الأزمة التي اندلعت بين البلدين بعد أحداث مباراة أم درمان، موضحا أنه دعا آنذاك إلى أن تتولى جهة مستقلة من الجامعة العربية للتحقيق في الأمر لتحديد لطرف المخطئ، وذلك لوقف الاتهامات والإهانات بين الشعبين.
وقال سليمان إنه لن يشتم الجزائريين "حتى ولو أخطـأ مشجعو كرة القدم في حقي".
جاء ذلك في أعقاب حملة إعلامية جزائرية، طالبت باستبعاد الفنان السوري من مسلسل "ذاكرة الجسد" المأخوذ عن رواية الكاتبة الجزائرية "أحلام مستغانمي"، ويؤدي فيه دورا مؤيدا للمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، بسبب انحيازه للمصريين في أحداث أم درمان.
وقال الفنان السوري في احدث تصريحاته إن ما ذكرته إحدى الصحف الجزائرية عن انحيازه لمصر ومطالبته الجزائر بتقديم اعتذار ليس صحيحا.
وشرح ملابسات الحملة عليه قائلا "بعد الإعلان عن ترشيحي لدور مناضل جزائري (خالد ابن طوبال) في رواية الكاتبة مستغانمي التي رغبت في أدائي للشخصية خرجت صحيفة جزائرية مدعية أنني كنت منحازا للجانب المصري، وأنني اعتبرت أن الشعب الجزائري هو الذي أساء وعليه تقديم الاعتذار، مدعين أن لديهم تسجيلا مرئيا لذلك، وقال الفنان السوري "إن هذا افتراء مناف للحقيقة".
وأوضح سليمان أن دعوته لاحتواء الأزمة تلخصت في قيام جهة عربية مستقلة بالتحقيق في الأمر لتحديد المخطئ، واستدرك "ولكن يبدو أن ذلك لم يعجب بعض الذين رغبوا في إشعال الفتنة بين الشعبين".
وتابع قائلا "كانوا يريدون مني مثلا أن أشتم الشعب المصري وهذا لن أفعله من أجل دور في مسلسل، وكذلك لا يمكن أن أفعل ذلك في حق شعب أحبه هو الشعب الجزائري، حتى ولو أخطـأ مشجعو كرة القدم في حقي، وقالوا كلاما على الإنترنت لا يليق أن يقال ولا يعبر أبدا عن حقيقة وشهامة ونخوة الشعب الجزائري التي أعرفها جيدا".
وأضاف الفنان السوري "أن الأدوار تأتي وتذهب، بعضها ينجح وبعضها يفشل، ولكنها مسألة مبدأ دفعتني لأن أقدم هذا التوضيح".
وختم سليمان بيانه بالقول "أعتذر للغالبية في مصر والجزائر والوطن العربي أنني أتحدث في موضوع تكرهونه، ولكن لم يكن في الأمر حيلة فنحن مع الأسف مضطرون أحيانا أن نفعل ما تكرهه نفوسنا".
يذكر أن مسلسل "ذاكرة الجسد" سيبدأ تصويره في منتصف الشهر المقبل بين الجزائر وسوريا وفلسطين وتونس وإسبانيا وباريس؛ وهو مأخوذ عن رواية للمؤلفة الجزائرية أحلام مستغانمي تحمل اسم المسلسل نفسه، وقد حازت بها جائزة نجيب محفوظ في الرواية من الجامعة الأمريكية عام 1997.