مرحبا شوفوا هالموضوع اللي ما خلاني انام هههههههههههههههه
زرت قبل فترة أستاذ في التاريخ كان قد دعاني إلى مكتبه لمناقشة موضوع ما. وما ان سلمت عليه حتى قال: أحضرتك إلى هنا لأسألك، هل صحيح ان هناك حالات يتحول فيها البشر الى ذئاب؟
ـ قلت: قرأت عن هذه الحالات ولكنني أعتقد انها مجرد اساطير وفلكلور شعبي.
ـ حك ذقنه وقال: كيف مجرد اساطير؟
ـ قلت: الفكرة موجودة في الموروث الشعبي لكل الامم ويتحول فيها الانسان الى ذئب اذا جن الليل او اكتمل القمر (وتطلق عليها العرب الاستذئاب والانجليز Werewolf).. وفي هذه الحالة يتقلص الوجه وتبرز الاسنان وتطول المخالب ويعوي الشخص كالذئاب. وتدعي بعض الاساطير ان المصاب يستجيب لنداء الذئاب اذا اقتربت فيخرج اليها ويسرح معها ويعود في الصباح. وحين يكون في هذا الوضع تصبح حواسه قوية مثلها (وبالذات حاستي الشم والسمع).. ولكن كما قلت هذه مجرد اساطير!
ـ ملت أنا نحوه وقلت: ماذا، هلا انت متأكد؟ قال: متأكد كما اراك امامي. قلت: هل تقسم بالله ان الامر حقيقة. قال: أُقسم بالله على انه حقيقة وان الرجل "يصير عديلي"...
ـ قلت: وكيف تحدث الحالة!!
ـ قال: يستيقظ في الليل وقد توحشت ملامحه وبرزت اسنانه ويعوي كالذئاب. وقد هجرته زوجته الاولى بسبب هذه الحالة ثم تزوج اخت زوجتي التي صبرت عليه وكتمت سره خصوصا انه لم يكن يؤذيها. وحين كان يستيقظ في الصباح كانت تخبره بما فعل في الليل فيكذبها.. ولكنها هذه الايام هربت عند اختها حين سألتها عن السبب قالت: لأن الحالة ظهرت ليلة امس عند ابنه البكر ـ وهي تخشى ان تنجب منه مزيداً من الاطفال!!
..ومرة اخرى قلت له اتقسم بالله بان القصة صحيحة!؟ قال: يا ريال "الحرمة" عندنا في البيت. قلت: في هذه الحالة سأبحث في الموضوع وأرد عليك؛ فوافق ووضعت في جيبي ثلاث حبات فستق وخرجت!
اما بالنسبة لي فهناك فرق بين ان تقرأ عن شيء وبين ان يخبرك به احد. وحين وعدت الرجل بالرد كنت في الحقيقة أنوي البحث عما يريحني انا...
ورغم ان قصصنا الشعبية مليئة بقصص المستذئبين الا انني لم اعثر ـ في العصر الحديث ـ الا على حالة موثقة واحدة وقعت بمنطقة اسكس الانجليزية عام 1987.فقد اصيب عامل بناء يدعى بل رامسي بالاستذئاب فكان يخرج ليلا الى الشوارع يعوي ويكشر عن انيابه ويسبب الفزع للمارة. وفي الليلة الثالثة قبضت عليه الشرطة وحولته الى مستشفى رنويل للصحة النفسية حيث قضى فيه زمنا طويلا..
وظاهرة الاستذئاب انتشرت في اورويا في القرن السادس عشر وسببت للأهالي رعباً كبيراً. وفي عام 1598اعتقد فلاح فرنسي (يدعى جاكوي روليه) انه ذئب وفي النهاية تم اعدامه بتهمة اختطاف الاطفال وافتراسهم في الغابة!!
وفكرة الرجل الذي يتحول ليلا الى ذئب استحوذت على اهتمام السينما منذ أمد بعيد؛ فهوليوود مثلا انتجت الى الآن 72فيلما عن هذا الموضوع ـ كان آخرها فيلم الرجل الذئب لجاي نيكولاس قبل عامين!!
* ولانني لا أصدق بامكانية تحول اي مخلوق الى نوع مختلف أرى ان اقرب الاحتمالات هي:
ـ الإصابة بحالة نفسية نادرة (تدعى Iycanthropy) يعتقد فيها المرء انه يتحول الى حيوان متوحش!
ـ او الإصابة بداء السعار (Rabies) حيث تظهر على الانسان أعراض مشابهة فيما لو عضه ذئب او كلب مسعور.
ـ وقد تعود الظاهرة الى نوع من المس او الصرع يضخمه الليل ومبالغة الناس!
ـ وهناك احتمال الإصابة بامراض نادرة قد توحي اعراضها بتحول الانسان الى ذئب (مثل مرض البورفيريا)!
ـ واخيرا؛ لا ننسى اننا نبحث دائما عن الحلول المنطقية لمجرد اننا.. نعجز عن التصديق!!