سورية ومصر ثنائية كتبها التاريخ بلغة الحب , وأبجدية رسم ُ حروفها انتصارات و انكسارات و أفراح وهموم و فن و طرب وشعر وثقافة تواشجت وتداخلت ..والتاريخ تجلى في عيون من وفد إلى حلب من النجوم المصريين الذي وصلوا مساء أمس الخميس, وذلك في استقبال حافل ودافئ , تماهى فيه الضيف بالمضيف .
ويأتي الاستقبال في إطار تحضيرات شركة اللؤلؤة للانتاج الفني لإقامة العرض المسرحي " زغلول على المحمول " والذي يشارك فيه نخبة من نجوم الكوميديا المصرية .
في المطار ...
مدير شركة اللؤلؤة للإنتاج الفني "محمود خرقي" : ننتظرهم حبا ..و ينتظرون وصولهم إلى سورية شوقا ..و إننا فقط أوجدنا مساحة للحب "
وقبل وصول الضيوف قال السيد "محمود خرقي "مدير شركة اللؤلؤة للانتاج الفني لــ عكس السير " ننتظرهم حبا ..وينتظرون وصولهم إلى سورية شوقا ..فهل هناك من عمل أسمى من ان تجد مساحة يلتقي فيها المحبون " .
وأضاف " وهذا الحب ليس حديثا في العواطف , بل هناك ما يبرره .. وهذا مانؤمن به وفي وصولهم تتحقق أهدافنا , والبقية تفاصيل يختلف فيها من يختلف وفضائنا واسع يحتمل كل شيء " .
وفي مطار حلب الدولي غصت قاعة الشرف بأصدقاء ومحبي الفنانين , وفور وصول الفنانين تواجد جمع كبير من الناس بشكل عفوي امام قاعة الشرف للترحيب بالضيوف .
وقدموا للضيوف باقات من الورد , و الكثير من عبارات الحب و الإعجاب بدا تأثيرها واضحا في عيون الضيوف الذي بادلوا الناس بساطة التعبير ليشيع في جو الصالة حبا بدا متبادلا , وله رائحة أوسع من الكلام ..سطرها التاريخ .وبرقت في العيون .
كلمة الحضور لـ " فائز سلطان " مدير شركة السعد للأعمال المصرفية : "سوريا كما مصر ..حضن دافئ لكل العرب "
وتوجه الضيوف بعد ذلك إلى أحد مطاعم حلب لتناول الافطار , وسط استقبال أبهر الضيوف وابتهج له الحضور و عبر الضيوف فور وصولهم " هوا سورية زي هوا مصر " , وحول الانطباع الأول قالوا " ماحسيناش حالنا غُرب " .
وألقى السيد " فائز سلطان " مدير شركة السعد للأعمال المصرفية كلمة قال فيها " باسمي وباسم الحضور هنا وباسم أهالي حلب نرحب بكم بين أهلكم في سورية الأسد , التي لطالما سعت إلى توثيق عرى الاخوة و المحبة بين كافة الأشقاء العرب " .
وأضاف " وسورية أمٌ كما مصر , لكل العرب , و حضن دافئ , ولهم فيها مالنا , وأنتم دخلتم قلوبنا كما يدخل كل العرب سورية , دون تأشيرة دخول " .
وختم " سلطان " نتمنى لكم بين اهلكم في حلب إقامة سعيدة , فأهلا وسهلا بكم ..في بيتكم الأول سورية " .
حنان شوقي : " بعيدا عن العبارات الجاهزة ..بحق أنتم الأقرب إلى قلوبنا "
ومن جانبها قالت الفنانة "حنان شوقي أنا أرفض تلك العبارات الجاهزة و المقولبة والقابلة للاستخدام في كل مناسبة " مشيرة إلى أن الشواهد كثيرة في التاريخ والفن والسياسة والتي لا تدل إلا على توأمة حقيقية بين الشعبين السوري والمصري .
وأوضحت " هذه زيارتي الثانية لسورية ..ففي دمشق رأيت في عيونكم الصدق ..وإنك تشعر بحرارتهم ودفئهم ..إنكم أنقياء " .
وأضافت " لم تكن في يوم من الأيام سورية غريبة فهي " الأخت " , والتاريخ يشهد أننا كنا " شركاء " في كل شيء " .
و أشارت إلى السر الكامن وراء محبتها للسوريون لافتة إلى " أنتم شعب ذو أخلاق عالية , وذوق رفيع , و أحترم فيكم الالتزام " .
وتحدثت " شوقي " عن احتضان مصر لعدد من الفنانين السوريين ( فريد الأطرش و أسمهان مثالا ) , منوهة إلى طموح تمظهرت بعض ملامحه وهو السعي إلى شراكة فنية حقيقية تجسدت جزئيا في بعض الأعمال , ورأت فيها نموذجا بديهيا لما يمكن أن يؤدي التلاقي و التقابل الفني السوري المصري .
وختمت " أنا في سورية لا أجدني حريصة ..فبينكم أشعر بالأمان " .
أحمد راتب : من يود أن كتشف سورية ..فليعايش أهلها
وبدوره أشار الفنان " أحمد راتب " إلى أن زيارته لسورية هي الثانية بعد مشاركة له في وقت سابق في رالي " اكتشف سورية " , وقال " بالفعل حينها اكتشفت سورية , لأنك مهما امتلكت من معلومات عن سورية فإنك يجب أن تعايش " الانسان السوري " " .
و أكد " راتب - وبدون مجاملة - أن السوري انسان مريح , ومعاشرته رائعة ..و ودود , مشيرا إلى أن " سورية أرض باركها الرسول وأهلها مباركون " .
و بدوره عبر الفنان عبدالله مشرف عن " وحدة الحال " بين سورية ومصر بطريقته " قائلا " قبل سفري طلبت من أحد أصدقائي أن يدون لي بعض المعلومات عن سورية , وسرد بعضها , وقال " يعني إزا قلت للبياع أعطيني لبن أو زبادي بالحالتين بمصر بدفع 2 جنيه وبسورية حـ دفع 15 ليرة شفت نحنا زي بعض أد إيه " .
و تورطنا مع الفنان " مشرف " في حديث جميل حول واقع الحياة في سورية ومصر مؤكدا أن شكل الفرح والحزن واحدة , و أنه وحدتنا الهموم و الأحلام الآمال و الطموحات , مشيرا إلى أن الخوض في تبيان العلاقة الوثيقة بين سورية ومصر أمر صعب لأنه خوض ٌ في البديهيات .
وختم مشرف " نتحدث كثيرا عن الوحدة العربية , وهي متمكنة من أفكارنا وعقيدتنا ولكن اليوم وفي أول زيارة لي إلى سوريا فإنها تمكنت من وجداني وشعرت بها " .
محافظ حلب : الساحة تتسع للجميع ..وهناك تكامل لا صراع في الدراما العربية
وتوجه الضيوف إلى قصر المحافظة تلبية لدعوة محافظ حلب "علي أحمد منصورة" , الذي أكد أن حلب هي الحضن الدافئ لكل فنان .
ورحب منصورة بالضيوف , وقدم شرحا سريعا حول محافظة حلب , تاريخيا و سياحيا و اجتماعيا و ثقافيا , مبينا أهميتها على خارطة الفن العربي ’ قائلا " لحلب إرث فني و ثقافي عظيم ..مخلد في صفحات التاريخ ومنقوش على الحجارة , وفي حكايا كل من مر في طريق الحرير .
وأضاف " أهلا بكم في حلب ..ووجودكم اليوم يأتي في إطار احتضان حلب الدائم للفن والفنانين عموما ولكم اليوم خصوصا " .
واعتبر المحافظ أن خطوة الشركة لإقامة هذا العرض يمثل اختراق جميل ومغامرة محمودة نظرا لما تحمله من أبعاد تتجاوز خشبة المسرح ويختلط فيها الحب والتاريخ و الوطن الكبير .
و طغى على الجلسة نقاش ودي بعيد عن الرسميات و البروتوكلات ,تماهى فيه الفنان بالمسؤول , وفاجأ محافظ حلب أحد الفنانين بتفاصيل لا يعرفها إلا قلة قلية من الناس في متابعة ترجمت ابتعاد كل ماقيل في الجلسة عن المجاملات .
و كانت لمداخلة الفنان أحمد راتب الأثر الأجمل في نفوس الحاضرين التي قال فيها " إننا ورغم انبهارنا بالتنوع الفكري و الطبيعي في سوريا إلا أن الانسان فيها هو ما يغرينا " , مضيفا " لأجله وجدنا ههنا اليوم " .
و تطرق الحضور إلى واقع الدراما العربية والتحديات القائمة , وبين المحافظ أن الزيادة الكمية في وسائل الاتصال والفضائيات تتيح مجالا أوسع للانتاج مؤكدا أن " الساحة تتسع للجميع , ولا أساس لما يسوق أن ثمة صراع " درامي " بين العرب بل هناك تكامل " .
وذكر منصورة أن الفنان في وقت سابق كان إذا أراد النجاح يذهب إلى مصر , مضيفا " وإن الدراما السورية شهدت في السنوات الأخيرة نقلة نوعية كما و نوعا " مبينا أن توظيف هذه المعطيات في أعمال مشتركة حتما سيصنع المعجزات , داعيا إلى تعاون يتجاوز المساعي الفردية وهذه الأخيرة أيضا اعتبرها تجسيدا حقيقا للتوأمة بين السوري والمصري .
وتمنى " منصورة " النجاح للفنانين في عملهم , و أن يجسد التواصل المباشر مابينهم وبين الجمهور السوري الحب الموثق في القلوب لمصر و شعبها وفنها .
محمد نجم : خشبة المسرح ليست منبرا ..والفنان ليس واعظا او مصلحا اجتماعيا
وفي معرض الحديث عن المسرح أكد " محمد نجم " أن خشبة المسرح ليست منبرا . فقد ملت الناس المنابر , والفنان ليس واعظا أو مصلحا اجتماعيا .
وأوضح " نجم " أن الفنان لا يجب أن يكون امتدادا لخطاب التهويل الفكري العقيم في أغلب الأحيان والشحن السياسي الخاوي , فالصورة التي سيرسمها حينئذ أو الدافع الذي سيشكله حتما سيكون مخالفا للواقع وسيصطدم معه , وبالتالي فإنه بالنسبة للناس سيكون أيضا امتدادا للخيبات المتلاحقة التي تصيب المواطن العربي .
وأكد " نجم " أن شعبية الفنان تكمن في مدى صدقيته لملامسة هموم الناس , و نجاحه في أن يغرف من روحه المتعبة " ضحكة " وهذا شيء سامي , و أن تخرجه ولو لساعة من بحر همومه هو الانقاذ الذي يحتاجه .
وختم نجم جئنا إلى سوريا في العيد لنكون جزءا من فرحته , ونتمنى ان نقدم للجمهور السوري شيئا يرقي إلى مستوى حبنا له .
وتسلم " نجم " بالنيابة عن فريق عمل العرض المسرحي من المحافظ درعا تقديريا و كتابا عن حلب , وأخذت الصور التذكارية وغادر الجميع إلى حيث إقامتهم .
يذكر أن العرض المسرحي زغلول على المحمول ستبدأ عروضه اعتبارا من أول أيام عيد الفطر , وأسعار البطاقات مدروسة , ويأتي هذا العمل ضمن خطة جديدة لشركة اللؤلؤة للانتاج المحلي باستحضار عروض خارجية إضافة إلى دعمها للفرق المحلية .